i
السؤال: ما حكم دراسة المرأة للعلوم الشرعية في الجامعة؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فلا يخفى على كلّ ذي لب أنّ العلوم الشرعية هي أشرف العلوم وأنفعها لذلك وجب تحصيل العلم الشرعي بما يكفل له عبادة الله سبحانه وتعالى على الوجه الذي شرع،
وحتى يتم العمل عند الله مقبولا يلزمه تحقيق شرطين أساسين:
وهو أن يكون العمل الذي يقوم به المكلف صالحا ولا يكون صالحا إلاّ إذا قيدناه بالسنة ولا يتم معرفة السنة إلاّ بالتعليم والتحصيل،
ولا يقتصر التحصيل على ذلك بل لا بد من الشرط الحاوي على العمل وهو تصحيح العقيدة من كل شائبة شرك حتى يصرف بالعمل لله سبحانه وتعالى،
وهو معنى إخلاص العمل، ويتمثل هذين الشرطين في قوله تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾[الكهف: 110].
والمطلوب من العلم الشرعي هو العلم الضروري الذي بواسطته يعرف الأحكام ويعمل بها سواء للذكر والأنثى،
إذ حاجة المرأة لإصلاح دينها وتزكية روحها ليست أقلّ من حاجتها إلى الطعام والشراب وغيرهما من لوازم الحياة
لقوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً﴾ [التحريم: 6]،
والوقاية من النار بالإيمان والعمل الصالح ولا يتأتى ذلك إلاّ بالعلم والمعرفة.
هذا وخروجها إلى مظان وجود العلم الشرعي وعلى وجه الخصوص إلى المعاهد الشرعية في حالة عدم وجود من يقوم بتعليمها أولا،
وعدم توفر العلم في الأماكن الأخرى التي تسعى ثانيا جائز لها بالضوابط الشرعية قصد تحصيل ما يكفيها لإقامة الدين والوقاية من النار،
وكان لها العمل بالعلوم الشرعية حصنا ودرعا واقيا من الوقوع في المخالفات الشرعية، وضابطا يقوّم سلوكها وسيرتها بما يحقق لها سعادة الدين والدنيا.
والعلم عند الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز فركوس