السؤال:
" لم أستطع أن أحافظ على قراءة القران وحفظه، وقد جربت أكثر من مرة فأخفقت آمل التوجيه في أن أكون من المتعاهدين للقران ومعرفة معانيه.
مأجورين على إجابتكم. "
الجواب:
أخي الكريم يسر الله أمره
وصف الله - سبحانه - القرآن بقوله: "بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ" (العنكبوت: من الآية49).
والقرآن هو مصدر التلقي عند الأمة، ولنا في رسول الله والسلف الصالح أسوة حسنة في حفظه ومراجعته، وقد يسره الله للناس كلهم "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ" (القمر: من الآية17)، ويكفي أن حملته هم أهل الله وخاصته، كما رواه ابن ماجة.
وأمر الرسول بتعاهده فقد قال: " تعاهدوا هذا القرآن فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها " رواه مسلم،
وحافظه حريّ أن يغبط "انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً" (الإسراء: 21)، وصاحبه مقدم في الإمامة والإمارة وفي القبر، والقرآن مهر للصالحات من المؤمنات في الدنيا، وشافع في الآخرة، وبه النجاة من النار، ورفعة الدرجات في الجنة, وحافظه مع السفرة الكرام البررة، والحرف بحسنة والحسنة بعشر، وهو "حجة لك أو عليك" كما في مسلم، وفيه شفاء.
أخي الكريم إليك عدة نقاط تساعدك على حفظ ومراجعة وضبط القرآن الكريم:
1- اجعل القرآن هدفك الأول وكل شيء يساعدك على تحقيقه ابذله، لا أن يكون وقت فراغك فقط.
2- ضع برنامجاً، ويكون:
أ- عملياً.
ب- واقعياً لا مثالياً، فالنظري لا يزيدك إلا بعداً إذا لم يكن له حظ من الواقع.
ت- متدرجاً، وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
3- عليك بالمتابعة والاستمرار "الديمومة" فمن سار على الدرب وصل.
4- كن عالي الهمة وصادق العزيمة.
5- ابحث عن مساعد لك كشيخ تقرأ عليه، أو زميل تراجع معه، ولا يكن ارتباطك به دائماً، بل ضع لك برنامجاً آخر مستقل.
6- حاول أن تكون إماماً سواء في كل الفروض وهي مساعدة ومجربة، أو في صلاة التراويح في رمضان ففيها دافعيّة قوية للضبط والمراجعة.
7- احرص على الاستماع الدائم لأشرطة القرآن وبخاصة التي تراعي أحكام التجويد مع وضع برنامج حتى تختمه سماعاً.
8- احذر من الكسل والفتور وإن حصل شيء من ذلك ثابر واجتهد وحاول ولا تخف من الفشل فهو بوابة النجاح.
9- ليست العبرة دائماً- بالكثرة وإنما بالوصول للهدف في أقرب فرصة من غير خسائر ممكنة.
10- خذ أحد التفاسير الميسرة لتساعدك على التدبّر وارسم لك منهجاً بحسب ظروفك وتوجد مصاحف على أطراف الآيات تفسير مختصر لها وبإذن الله ستساعدك على حفظه وفهم معانيه.
11- اختر الوقت المناسب وخاصة إذا كان الجو هادئاً في مكان مناسب كالمسجد بعيداً عن الملهيات والمشغلات، وتكون مستجمع الذهن، ومن الأوقات:
أ- وقت السحر إذ هو وقت سكينة وخشوع.
ب- بعد صلاة الفجر إلى طلوع ا لشمس.
ت- القراءة من المحفوظ وفق ترتيب معين في الصلوات المفروضة والنافلة.
ث- بين الأذان والإقامة..
ج- استغلال الطريق وأنت ماشياً أو راكباً.
ح- يوم الجمعة.
خ- قبل النوم.
12- اقرأ سير العلماء وكيف حافظوا على القرآن وتعاهدوه وطريقة ختمهم له.
13- أكثر من الدعاء بأن يوفقك لحفظ كتابه وتثبيت ما حفظ منه في الصدر.
14- ابتعد عن المعاصي والآثام.
15- اجعل لك نسخة ويكون رسمها واحداً بحيث تضبط الحفظ، فالاستظهار يعتمد على ثلاث:
أ- الذاكرة السمعية.
ب- الذاكرة البصرية.
ت- الذاكرة الذهنية.
16- اعلم أخي أن القرآن أنزل ليُعمل به فعلى أهمية حفظه لا بد من العمل به، والرسول كان خُلُقه القرآن.
نسأل الله أن تكون من حفظة كتابه، العالِمين والعاملين به, وأن يرزقك الشفاعة يوم القيامة، وأن تكون في الدرجات العُلا.
المصدر / موقع المختار الاسلامي