تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره عند ذكره، وإظهار الخشوع والانكسار عند سماع اسمه أو حديثه.قال إسحاق التجيبي(1) " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعده لايذكرونه إلا خشعوا واقشعرت جلودهم وبكوا وكذلك كثير من التابعين منهم من يفعل ذلك محبة له وشوقا إليه ومنهم من يفعل تهيبا وتوقيرا (2)".
فتوقيره صلى الله عليه وسلم وتعظيمه كما كان لازما في حياته فهو لازم كذلك بعد موته وذلك عند ذكره وذكر حديثه وسنته ومعاملة آل عترته وتعظيم أهل بيته وصحابته .(3)
خامسا :
الشوق إلى لقاء المصطفى صلى الله عليه وسلم والحرص على رؤيته وصحبته فمن المعروف أن غاية ما يتمناه المرء أن يحظى برؤية وصحبة من أحبه .فكيف بمن أحب الحبيب الكريم صلوات ربي وسلامه عليه انه يكون اشد اشتياقا إلى رؤيته وأكثر رغبة في صحبته ومرافقته(4).
.ولهذا كان الصحابة الكرام –رضوان الله عليهم – إذا اشتد بهم الشوق إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قصدوه وتلذذوا بالجلوس معه والنظر إليه. .وقد روي أن أحد الصحابة الكرام ذكر موته وموت الحبيب الكريم صلى الله عليه وسلم فخشي من عدم تمكنه من النظر إلى وجهه الكريم في الجنة – حتى ولو دخل هو إلى الجنة – لرفعت درجته صلى الله عليه وسلم حيث يكون مع النبيين .فجاء إلى النبي فقال " يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من ولدي واني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي وأنظر إليك .وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين واني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك "
.................................................. ...........
1-هو إمام المحدثين أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم التجيبي ( ت. 352) وهو منسوب لقبيلة من كندة تدعى تجيب .
2- " الشفا " 2/024-25.
3- سنعرض – إن شاء الله – بمزيد من التفصيل لتوقير الصحابة والتابعين للرسول صلى الله عليه وسلم في الفصل الثاني .
4- انظر " حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلاماته " فضل الهي ص. 2