السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبسـم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا فمن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي لــه.
أخوتي أخواتي رواد وزوار منتدى شؤون تعليمية أهلا بكم ويسعدني أن أقدم لكم
موضوع هذا وهو يتحدث عن :-
!!! القراءة و الأطفال !!!
القراءة صفة حضارية خص الله بها الإنسان الذي اعتمدها لتوريث الأجيال المقبلة جهوده الفكرية وتصور اته وتأملاته وقد أكبرت الكتب السماوية جميعها منزله القراءة فكانت أول أيةقرآنية نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء « اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرو ربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم»
وتقوم القراءة الناجعة على فهم المقروء والانتفاع به لكسب المعرفة وزيادة المعلومات وتغذية الفكر بالثقافة المفيدة والممتعة وهي من ثم مهارة مكتسبة للانسان أيا كان موقعه في الحياة لذلك كان من الضروري جيداً توجيه الاهتمام إليها ودفع أطفالنا إلى القراءة المفيدة وتعويدهم إياها حتى يكون الضروري اتصالهم بالكتاب قوياً ومستمراً لا سيما في الوقت الحاضر الذي تتعرض فيه امتنا إلى أبشع المحاولات الاستعمارية القائمة على الغزو الثقافي الذي يشوه التاريخ العربي ويحاول أن يطمس معالم تراثنا ويضع أمام أجيالنا بدائل حضارية جديدة رخيصة الثمن على طبق من الدسم المعجون بالسم القاتل وأمام هذه الجائحة الخطرة نحن بأمس الحاجة في مدارسنا لأن نعتني بالقراءة وتوجيه أطفالنا إليها بشتى السبل التي تجعلهم في تواصل دائم وحميمي مع الكتاب الذي لابد أن يملك مواصفات معينة تناسب أطفالنا وتجعلهم يتعلقون به ويقبلون على القراءة التي هي في المحصلة الأخيرة وسيلة كل نشاط قومي هذا ما يفرض علينا بذل الجهود المكثفة للعناية بكتب الأطفال كما وكيفا هذه العناية تفرضها حقيقة واقعة ومؤلمة في الوقت نفسه وهي أن نسبة كبيرة من أطفالنا أخذو يبتعدون عن الكتاب ولا يحبون القراءة وانصرفوا عنه إلى التلفاز والحاسوب والدش الذي يقدم لهم مئات المحطات التي تقتل أوقاتهم دون فائدة ما ومن هنا يجب التأكيد على غرس حب القراءة والاهتمام بالكتاب منذ بداية المرحلة الابتدائية لأن الطفل في هذه المرحلة يكون كالعجينة اللينة في أيدي المربين والمشرفين عقله نظيف قابل لأن نزرع فيه مبادىء الحب والقيم ومن ثم فإن التثقيف في هذه المرحلة بالذات يكون له أكبر الأثر في تكوين شخصية الطفل وتكوين حياته وسلوكه واتجاهاته يقول الدكتور طه حسين هناك مشكلة نشكو منها ونضيق بها ولانعرف كيف نجد له حلاً وهي مشكلةالإعراض عن القراءة الحرة السمحه التي لاتتقيد بمنهاج الدرس وبرنامجه ولاتقتصر على الكتب المقررةوالمذكرات التي يمليها المعلمون هذه القراءة الحرة هي نصف التعليم العام ولعلها تفيد المتعلمين أكثر مما تفيدهم الدروس والكتب التي يكرهون على قراءتها إكراها»
وهذه يضعنا أمام أسلوب موجه ومحدد للقراءة المفيدة وهو اسلوب القراءة الحرةالتي تمنح الأطفال فرصة أكبر للالتصاق بالكتاب ولابد لهذه القراءة من توافر عدة أمور حتى تحقق أهدافها التربوية والتثقيفية على نحو كامل ولعل من أبرز هذه الأمور
1- أن تجري في أماكن مناسبة من حيث الهدوء والاتساع والإضاءة والتهوية والنظافة حتى يشعر الطفل بالراحة والاطمئنان والمتعة
1- أن يشرف مشرف الفرقة أو معلم اللغة العربية المختص على قاعة المطالعة فيوجه أطفاله ويرشدهم إلى الكتب المفيدة ويدربهم على استعمال الكتاب لتحقيق الفائدة العلمية والثقافية من الموضوعات المقروءة
3- أن ينصرف الطفل إلى الكتاب أو المجلة أو الجريدة انصرافا تاماً بحيث ينسى نفسه ليعيش ضمن أجواء الكتاب بموضوعية المثير لحواسه بحيث تشترك حواس العين والأذن واللمس خلال المطالعة وهذا يوفرله قدراً أكبر من المعارف التي يتلقاها بفهم ووعي كبيرين
4- أن يلخص مايقرؤه على قصاصات ورقية وينسقها ثم يجمعها ويدونها في دفتره الخاص ليعود إليها عند الحاجة
أن ينتقي من قراءاته مقاطع أوفقرات أعجبته وبدونها في دفتره لتكون له زاداً يغني تعبيره ويقوي أسلوبه ويرفد لغته ويوسع خياله
6- أن تتم القراءة وتسير سيراً طبيعياً من غير قسر ولاإكراه
7- أن تكون الكتب المختارة تناسب ميول الأطفال ومستوياتهم الفكرية والنفسية وأن تتناول ما يثرهم ويشوقهم وينمي في نفوسهم القيم الفاضلة والمثل العليابعد ذلك لابد أن يتساءل البعض عن الأهداف التي من الممكن أن تحملها مثل هذه القراء ة الحرة إن مثل هذه القراءة الموجهة من الممكن أن تحقق أهداف تربوية وتثقيفية من الصعب أن يحققها الصف أو المدرسة لأنها تشكل المدرسة الحقيقية التي يتعلم الأطفال فيها دروساً مستمرة فهي المعلم الرئيس والدائم الذي يرافق الأطفال في كل مرحلة من مراحل عمرهم ولابد من الاشارة هنا إلى أن رؤية الجمال وتذوقه ضرورة ملحة في التربية الحديثة وهذا مما يحتم علينا أن نهتم بها ونغرزها في نفوس أطفالنا وعلى الكتاب العربي أن يقوم بدوره في ذلك أيضاً إضافة إلى ذلك لابد من توافر القيم الإنسانية كأن يعرف أطفالنا أن الحضارة العربية جزء من الحضارة الإنسانية والقيم الاخلاقية التي تدعو إلى الصدق والخير والمروءه والإيثار والكرم والقيم الصحية التي تدعو إلى العناية بالصحة الخاصة والصحة العامة وأن تضع الطفل في وسط البيئة حتى يعرف كيف يحافظ عليها
هذا ما يصل بنا إلى أن الكتاب الموجه المفيد هو الكتاب الذي يقدم مواده الثقافية والفكرية إلى أطفالناوعلى اختلاف اعمارهم بالأسلوب الذي يراعي خصائصهم ويلبي حاجاتهم ويكون مناسباً لمستويات نموهم فهو الذي يشمل كل مايقدم للأطفال مواد فنية تجسد المعاني الانسانية والقيم الاجتماعية والوطنية والقومية والصحية والبيئية على نحو أنيق وأسلوب سهل بسيط وبلغة مشكولة عربية سليمة تكون قريبة جداً من مستوياتهم بحيث تسهم في نقل صورها وأفكارها وقيمها إلى أذهان أطفالنا مباشرة ودون وساطة ما بعد هذا كيف يمكننا أن نحقق هذه المعطيات وتلك الأهداف وما السبل الكفيلة بنجاحها في المدرسة والمعسكر من المنطلق الهام الأهمية القراءة ودورها الفعال في تنميةالقدرات لدي الأطفال تبرز أهمية المكتبة المدرسية التي تعتبر من أهم مجالات النشاط الفردي لكسب المعرفة والثقافة فمن المفروض أن تنشأ في كل مدرسة مكتبة تعنى بإقتناء الكتب والمطبوعات والمجلات الطفلية إلى جانب الصحف والمصورات والجغرافيا والصور والأفلام التي تسهم في توسيع مدارك الأطفال ورفع مستوياتهم المعرفية واستغلال أوقات فراغهم بما يفيد ويمتع وقيمة المكتبة المدرسية غالباً ما تقاس بطبيعة المرحلة التعليمية والمستوى الثقافي الذي وصل إليه الأطفال وتتحقق أهدافها التربوية والثقافية بمدى الإقبال عليها والاستفادة من محتوياتها وهذا ما يجعل المكتبة المدرسية من أهم الأنشطة الثقافية والتربوية
ويرى عدد كبير من المربين أن المكتبة المدرسية بمنزلة الدماغ في الانسان يتوقف عليها صلاح العمل التربوي ونموه وتطوره كما يناط بها أهداف تربوية جلية تتبلور في إغناها الطفل بالمعلومات ومده بثروة لغوية جديدة تساعد على كتابة موضوعاته الوظيفية إلى جانب المساهمة في تكوين الميول واكتساب الخبرات وتنشيط الثقافة وغرس حب المطالعة لدى الأطفال عامة ولذلك ارتبطت مكتبة الطفل المدرسية بمهمة بناء شخصية من خلال برامج تكون أساس اتصال بالحياة وهذا ما جعل المكتبة المدرسية ترتبط بمجموعة من الوضائف التربوية يأتي من أبرزها
1- غرس حب المطالعة في نفوس الطلاب تقوي عندهم مهارة الاستقبال كالقراءة والاستماع
2- تكون النافذة المفتوحة على العالم وحضارته السابقة والحاضرة
3-تعد المكتبة من أفضل الأمكنة لتنظيم القراءة الصامتة فمثل هذه القراءة تعد الوسيلة الأهم في ثقافة الطفل على الرغم من سيطرةالتلفاز ووسائل الإتصال الحديثة وهذا ما يدعونا إلى نعمل في مدارسنا عامة على تحويل المكتبة المدرسية إلى خلايا نحل حافلة بألوان الأنشطة التربوية والثقافية التي تسهم في بناء المواطن الفاضل ولتتحول من ثم إلى مركز قومي يستقي أهدافه من المجتمع ضمن المناخ الذي توفره أساليب التربية الحديثة ومن هذا المنطلق بالذات فإنه من أسمى المهام التربوية الملقاه على عاتق المشرفين المربين ترسيخ عادة المطالعة المثمرة والمنتجة لدى أطفالنا لأن الأمة الواعيةهي الأمة القارئة
4- تعد المكتبات المدرسية الأساس المتين لتكامل الحياة الأسرية لأنها عنوان حضارومركز إشعاع فكري وثقافي لاسيما أن دعم حب القراءة والإطلاع يفسح للطفل أكثر من مجال لتحقيق ذاته من خلال المناخ الذي توفره المكتبة المدرسية للطفل والذي يتجلى في حريةالتلقي الذي يسهم في تطوير لغة اتصاله بالمحيط الخارجي كما تعزز لديه غريزة التجريب والابتكار في المجال الذي يحب هو لذلك كانت المكتبة الدرسية جوهراً أساسياً في كيان التربية الحديثة لأنها تقوم على خدمة التربية عبر المشاركة الإيجابية في إغناء المناهج وتطويرها كما أن القراءة من أجل المتعة والفائدة تسهم في خلق علاقات اجتماعية قوية بين الطفل والبيئة من طريق ربط المربين والأطفال معا في جو المكتبة المدرسية المتطورة