بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يهدون من ضل إلى الهدى، ويبصرونهم من العمى، ويحيون بكتاب الله الموتى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم عل الناس وما أقبح أثر الناس عليهم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد المجتبى الأمين، وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
قد مرت بي قصة منذ سنوات مع مسلم من الشام سلفي العقيدة والمنهج محب للشيخ الالباني كنا قبل خمس سنوات في بعض البرامج المحادثة وحصل بيننا وبين زمرة من التكفيريين الخوراج كلام وتداخل معنا أخ من الشام وكان شديدا على الخوراج منافحا عن الالباني رحمه الله فلما اجتمعنا ثلاثتنا أنا وهو وأخ من المغرب يدعى إدريس أخبرنا بقصته التي أود أن أشارككم إياها
يقول الأخ : إنه كان نصارنيا منذ سنوات وكان قد قذف الله في قلبه حب سماع القرآن كثيرا ومن شدة حبه للقرآن قرر أن يسلم فتوجه إلى أقرب مسجد وأعلن إسلامه وكان المسجد يقوم عليه [ الصوفية ] فأخذوا مريدهم الجديد وأخذوا يطوفون به في القبور ويعلمونه الرقص على الموسيقى كما هي عادتهم عليهم من الله ما يستحقون
يقول الأخ : فشعرت بضيق في صدري وكرهت ما هم عليه وكانوا سببا في ردتي عن الإسلام ورأيت أن النصرانية أقرب للحق منهم فقد كنت أعبد نبي وهم يعبدون أحجار دون الأنبياء والنصارى يزعمون أنه ثالث ثلاثة أو ابن الله أو هو الله وأما الصوفية فيعبدون الدراويش والمجانيين
قال : ولكن حبي لسماع القرآن استمر وكنت أسمعه كثيرا فراجعت بعض المشايخ في الشام وأخبرته القصة فأهدى لي أغلى كتاب في حياتي [ صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها ] للعلامة الشيخ ناصر الدين الالباني قال فما هو إلا أن قرأته حتى اطمئن قلبي فأنا مسلم سلفي منذ خمس سنوات هذا عام 1425 هـ
وأسلمت عائلته بحمد الله والحقيقة إلى أن أخبرني القصة لم أكن قد قرأت مقدمة كتاب الشيخ الالباني فلم أكن أهتم بمقدمات الكتب والطبعات المختلفة بل أدخل المقصود فلمّا قرأتها [ مقدمة الكتاب الأول من الصفحة 33-65 مطبوع مكتبة المعارف ] عرفت بوضوح سبب عودته للإسلام واطمئنان قلبه به بعد أن ضيق الشك والريب على إيمانه .
فأدعوك أنت يا من تقرأ هذه الكلمات إلى قراءة هذه المقدمة النافعة بعناية نفعنا الله وإياكم بها فقد كانت سبب في إسلام مسلم أذهبت الصوفية القبورية بإيمانه